التاريخ دراسة مسلية "برتراند راسل "


الجمعة، 7 أغسطس 2020

جحيم أسبانيا صناعة محلية



الجنرال فرانكو
   
    خلد التاريخ حدثين بالغي الأهمية أثرا في تاريخ البشرية وعلى مختلفي الأصعدة والمجالات , ألا وهما الحرب العالمية الأولى ( 1914م - 1918 م) , و الحرب العالمية الثانية (1939م- 1945م ) . حدثان تركا وراءهما ملايين القتلى والجرحى والمفقودين و شعوب هجرت من أراضيها ونساء وفتيات اغتصبن , و كانت المحصلة خراب عالمي اشتركت فيه دول العالم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة , وكانت ساحة الحرب تتسع للعالم أجمع وتشتعل بصفة خاصة في اوروبا في الحرب العالمية الأولى , واوروبا وشرق آسيا في الحرب العالمية الثانية , وبرغم اشتراك اوروبا في الحربين كان أحد أفراد البيت الأوروبي يقف الحياد لا لسبب سوى أن بيته يملأه الخراب وكان ذلك الفرد هو اسبانيا .
   
فاسبانيا عندما بدأت الحرب العالمية الأولى كانت منهكة من الحروب الخاسرة التي استنزفت منها الكثير , فكانت متخلفة اقتصادياً وصناعياً , اللهم إلا اقليمي الباسك و قطالونيا , فأسبانيا خرجت من سلسلة صراعات أنهكتها منها حرب مليلية في مع الريفيين في المغرب , و صراعها مع ألمانيا في المغرب  , وخسارتها لمستعمراتها في أفريقيا وآسيا و الأمريكتين , لم تعد أسبانيا الامبراطورية القوية , ودخلت في صراعات داخلية , تبادل فيها الحزب الملكي والحزب الليبرالي الحكم , وكان الجيش و الأسطول و القوات الجوية يفتقروا للتسليح المتقدم , لذلك لم يطلب أي طرف من أطراف الصراع في الحرب من اسبانيا المشاركة , لدرجة أن البعض أطلق على هذا الحياد بالحياد القاتل , حيث  تجرأت ألمانيا عليها و أغرقت غواصاتها السفن التجارية الأسبانية . وخرجت أسبانيا بمشكلة تضخم اقتصادي , ونقص في المواد الغذائية الأساسية و ارتفاع أسعارها , فتسبب ذلك بأعمال شغب في المدن , ونزاعات نقابية عمالية . وكانت أسبانيا وخاصة برشلونة مقصداً لكل الجواسيس من جميع الأطراف المتحاربة و أشهرهم ماتا هاري , وقد استطاعت أسبانيا في سنوات الحرب أن تصدر المواد الغذائية والأسلحة للدول المتحاربة فسددت ديونها و حققت أرباحاً ضخمة  , إلا أنه في عام 1917 م , أثر ذلك سلباً عليها حيث كان تصدير المواد الغذائية أدي لنقصها في البلاد وارتفاع الأسعار , مما أدى للاضراب العام , وقد تخلخلت القوى السياسية التي تخدم النظام الملكي و ظهرت قوى جديدة على السطح .  وقد اختتمت الأحداث بجائحة الأنفلونزا الأسبانية عام 1918م , التي راح ضحيتها الآلاف وقد سميت بالأسبانية لأن صحافة أسبانيا هي الوحيدة التي أعلنت عن الجائحة دون حرج , حيث أخفت صحف العالم عن انتشار الجائحة لتأثيرها على معنويات الجنود .

 
الحرب الاسبانية الامريكية 1898م 
 
حرب مليلة 1909-1910م 
 
أشهر جواسيس الحرب العالمية الأولى ماتا هاري 
 
جائحة الانفلوانزا الاسبانية 


     ثم يأتي الفصل الأكثر حدة و دموية على الصعيدين العالمي و الأسباني , فقد وصل أدولف هتلر عام لمنصب المستشار الألماني عام 1933م ، فألغى النظام الديمقراطي، وأيد القيام بمراجعة للنظام العالمي، وبعد ذلك بفترة قصيرة قام بتوقيع معاهدات تسلح ضخمة،  مما جعل علماء السياسية يتوقعون أن حربًا عالمية ثانية سوف تندلع. ومثلما كان هتلر ثوريا في تفكيره أراد تأييد نظاماً ثورياً آخر في أسبانيا فتحالف النظام  النازي الألماني مع النظام الفاشي الايطالي لدعم النظام الديكتاتوري الأسباني  متمثلا في الجنرال فرانثيسكو فرانكو الذي قاد تمرد الجبهة القومية التي تحالف فيها فيها الملكيون مع الكنيسة الكاثوليكية -التي خشيت على مركزها من اليساريين - وايضا صغار ملاك الأراضي الزراعية ، بينما كان الاتحاد السوفيتى و المكسيك يساند الحكومة الجمهورية القائمة التي كانت ذات اتجاهات يسارية والتي وقف إلى جانبها العمال والفلاحين بعد أن نفت الملك ألفونسو الثالث عشر خارج اسبانيا وأعلنت قيام الجمهورية الثانية عام 1931م  . وقد استغل كلا الجانبين الحرب لاختبار الأسلحة والخطط الاستراتيجة الجديدة. كما أثار قصف مدينة غرنيكا ذات الاغلبية الجمهورية  بإقليم الباسك  من قبل فيلق كوندور الألماني في أبريل 1937 م- ألهمت المأساة الرسام الأسباني بيكاسو برسم لوحة تعبر عماحدث - مخاوف على نطاق واسع أن الحرب الرئيسية القادمة ستشمل هجمات تفجير إرهابية واسعة النطاق ضد المدنيين حيث كان الطيارون الألمان يجرون تجارب ميدانية لقياس كفاءتهم، كذلك كان الجانب الايطالي يجرب أسلحته عن طريق امداد " الجنرال فرانكو"  بها .

 
الملك المخلوع ألفونسو الثالث عشر 
 
لوحة غرنيكا لبيكاسو 

   ثم فاز القوميون في الحرب الأهلية في أبريل 1939، وأصبح فرانكو دكتاتوراً جديداً في إسبانيا، وقد تفاوض معه كلا الجانبين خلال الحرب العالمية الثانية الحلفاء والمحور ، ولكن لم يتم التوصل لأي اتفاقات رئيسية. غير أن ما فعله الجنرال هو إرسال متطوعين للقتال تحت القيادة الألمانية ولكنه أبقى إسبانيا محايدة، ولم يسمح لأي طرف باستغلال أراضيها. حيث كان هتلر يرغب في وضع قواعد في المغرب وجزر الكناري . 

 
فرانكو وهتلر 
 
اعدام لوركا 
  وعلى كل حال فقد نال أسبانيا الضرر من الحرب مثلها باقي العالم على الأقل اقتصاديا , إلا أن حربها التي استمرت ثلاث أعوام من 1936م وحتى 1939م , قد أمدت المؤرخين و الأدباء والفنانين بتسجيل حرب دموية شرسة تم فيها اعدام السجناء بدون محاكمات و الاختفاء القسري للآلاف , سواء من أفراد الشعب أو من مثقفيه . ونذكر منهم فيديريكو غارثيا لوركا ‏ الشاعر الإسباني والكاتب المسرحي والرسام وعازف بيانو والذي يعد واحدا من أهم مؤلفي القرن العشرين . ونقص عدد السكان بشكل ملحوظ وودعت أسبانيا العصر الفضي  للأدب و العلوم و تضررت اقتصاديا بشكل كبير .
    
    وإذا كانت أسبانيا قد مالت إلى دول المحور , فنجد أن دول المحور بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية 1945م , قد أفاقت من كبوتها فخرج المارد الياباني من القمقم , و انطلقت الصناعة الألمانية لتأخذ مكانها في المقدمة , واصبحت ايطاليا من الدول الصناعية السبع , وبقيت اسبانيا حبيسة في ديكتاتورية فرانكو الذي توفي عام 1975م - أمعن الشعب  في انتقامه  منه و تم نقل رفاته عام 2019م من مقبرة الشهداء إلى مقبرة زوجته شمال مدريد -  ليترك آثارا على أسبانيا لم تقدر أن تتخطاها حتى الآن . حتى بعد عودة أسبانيا للحكم الملكي الذي طالب به الشعب عام 1975 م بوفاة فرانكو وتولي الملك خوان كارلوس الأول الحكم .


 
نقل رفات فرانكو 
 
خوان كارلوس عاد لعرش اجداده في السبعينات 



الأربعاء، 5 أغسطس 2020

أمير القصور والأحلام الضائعة



الأمير محمد علي بن توفيق 
ظل حكم مصر حلماً يراوده منذ نعومة أظافره حتى آخر يوم في عمره , وهو الشيخ الذي اقترب من الثمانين , ولم يبق من الصحة ولا العمر بقية , والحال لم يعد كما كان فقد جاء الحدث الذي كان بمثابة زلزال هدم كل أحلامه السابقة .

إنه الأمير محمد علي بن الخديو توفيق , من أمينة هانم  بنت ابراهيم إلهامي بن الوالي عباس وثان ابنائه , و الشقيق الذكر الوحيد للخديوي عباس حلمي الثاني ولد عام 1875 م , حصل على دراسته الابتدائية بمدرسة العليَّة بعابدين أو مدرسة الأنجال ما بين 1881-1883م , ، ثم أرسل إلى سويسرا لإستكمال دراسته، فدرس وشقيقه عباس حلمي بمدرسة "هكسوس" لدراسة العلوم العسكرية بجنيف ، ثم التحقا بمدرسة ترزيانوم بالنمسا، ثم عادا لمصر بعد وفاة والدهما الخديو توفيق سنة 1892م.
 
الأمير محمد علي  واقفاً بجانب والده الخديوي توفيق
 
الأمير عباس و الأمير محمد علي 

سبقه عباس حلمي في الجلوس على العرش (1892م )  فظلت آماله معلقة به  , حيث كان ولياً للعهد ولكن عباس رزق بابنه الأمير محمد عبد المنعم (1899م ) , ثم قامت الحرب العالمية الأولى وأعلن الانجليز الحماية على مصر (1914م )  , وعزل الخديو عباس حلمي , وعين عمه حسين كامل بن اسماعيل سلطانا للبلاد , وتعاون الانجليز والسلطان حسين في إزاحته من مصر , فتم نفيه خارج مصر, واصدر السلطان حسين كامل قراراً بايقاف مرتباته ، فذهب إلى مونترو بسويسرا حيث سمح له بتحويل إيرادات أملاكه إليه. ولكن الإنجليز قلصوا مرتبه إلى 250 جنيه شهريا حيث اتضح علاقاته مع علي باشا الشمسي الذي كان يميل للسلطنة العثمانية عن الانجليزوخشية استخدام المال لدعم الحركات الوطنية بمصر ضدهم . ولكنهم وافقوا على اعطائه جواز سفر مع منعه من السفر إلى مصر أو أي من الدول التي حاربت إنجلترا.
 
الأمير محمد علي في صباه 
 
الأمير محمد علي شابا 

ثم توفي عمه السلطان حسين كامل عام 1917م ,  وتنازل ابنه الأمير كمال الدين عن الحكم لعمه فؤاد بن اسماعيل , ويضيع الحلم في الحكم مرة أخرى , ولكن الأمير محمد علي استوعب الدرس جيدا وادرك أن المسيطر بالأمور , هم الانجليز فأصبح حليفا لهم , وجلس فؤاد بن اسماعيل على العرش مابين عامي (1917م : 1936م ) - من 1917م  إلى 1922 م كسلطان لمصر ، ثم غير اللقب لملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور، بداية  إعلان استقلال مصر في 15 مارس 1922 بعد تصريح 28 فبراير 1922 برفع الحماية عن مصر- وبعد وفاة فؤاد الأول أصبح أحد الأوصياء الثلاثة على العرش حتى  إكمال ابن عمه فاروق السن القانونية . وكان لقوة شخصية والدته الملكة ناريمان مامنعه من السيطرة على فاروق . 
 
الأميرمحمد علي والسير مايلز أثناء مباحثات ريچينسي - ١٩٣٦
 
الأمير محمد علي والشاه رضا بهلوي 

 ولكنه انتهز أول فرصة في الصدام المباشر بين فاروق و الانجليز في الحادث الشهير يوم 4 فبراير 1942م , حيث طالب سفير بريطانيا  بتعيين مصطفى النحاس رئيسا للوزراء وكاد أن يخلع السفير الإنجليزي الملك فاروق عن الحكم و يجبره على التنازل عن العرش ويقوم بتعيين الأمير محمد علي توفيق ملكاً على مصر. خاصة وأن الامير محمد علي كان وليا للعهد لعدم انجاب الملك فاروق ذكرا يخلفه .ولكن لم يتم ما أراده الأمير محمد توفيق ,  وأصبح جزءًا من بروتوكول السفارة السفارة أن يزور أمراء البيت المالك البريطاني الأمير محمد علي عند حضورهم إلى مصر، واستمرت صلة الأمير بكل السفراء البريطانيين لمعرفته وخبرته بأحوال مصر . وليس هذا فحسب بل كانت له صلات بالسفارة الأمريكية لبروز نفوذهم على الساحة الدولية . ثم يهرب الحلم من بين يديه مرة أخرى وينجب فاروق الأمير أحمد فؤاد الثان ليكون هو الوريث المنتظر  , ثم يعود بعد قيام ثورة يوليو 1952م , وترحيل الملك فاروق وتولي ابنه أحمد فؤاد الثاني العرش فيراود حلم العرش الأمير محمد علي ولكنه لم يكن من الأوصياء على العرش – حيث كانوا الأمير محمد عبد المنعم بن الخديو عياس الثان وبهي الدين باشا بركات والقائم مقام رشاد مهنا - فيطلب مغادرة مصر عام 1952م إلى سويسرا , ثم تلغى  الملكية في 18 يونيو 1953 م ,  ويتوفى الأمير محمد علي هناك في17 مارس 1954 م .
 
الأمير محمد علي علي توفيق مع الملك فاروق وأحمد حسنين باشا 
 

   وأثناء رحلة الأمير محمد علي كأمير أسرة علوية وولي للعهد وحالم بالعرش  بنى القصور الفخمة التي أرادها مقرا للحكم

                                                                               قصر المنيل 













 فقام الأمير محمد علي باشا ببناء قصره بالمنيل عام 1901م ، على الطراز الاسلامي  وقام بنفسه بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية اللازمة، وأشرف علي كل خطوات التنفيذ، وتبلغ المساحة الكلية للقصر حوال 61711 متراً مربعاً منها خمسة آلاف متر هي مساحة المباني، وحوالي 34 الف متر للحدائق وحوالي 22711 متراً عبارة عن طرق داخلية وغيرها. والقصر به سراي الاستقبال وبرج الساعة والسبيل والمسجد ومتحف الصيد وسراي العرش والمتحف الخاص والقاعة الذهبية وحديقة تعد في حد ذاتها فريدة من نوعها.
تم البدء فى بناء القصر عام 1903م ، وأنشأ فى البداية سراى الإقامة ثم أكمل بعدها باقى السرايا،و تم الانتهاء من تشيده عام 1943.
وقد تحول القصر إلى  متحف قصر المنيل لما يتنوع في طرزه المعمارية من أندلسية وعثمانية ومملوكية و فاطمية  و يضم ما يقرب من 20 آلف قطعة أثرية، يعرض منها 10 آلاف قطعة، وباقى القطع توجد داخل المخزن المتحف الخاص بالقصر.
 
قصر الصفا
 
استفان زيزنيا 


 وكذلك كان له قصرا آخر بالاسكندرية يسمى الآن  قصر الصفا هو أحد القصور الرئيسية بمدينة الإسكندرية، وقد بناه كونت اليوناني استيفان زيزينيا منطقة رمل الإسكندرية، والتي سميت لاحقاً باسمه "زيزينيا" في نهاية القرن الـتاسع عشر . وكان إستيفان زيزينيا قد وقع في غرام هذه المنطقة المرتفعة برمل الإسكندرية فكان أول الأجانب الذين سكنوا تلك المنطقة وبنى قصرا هناك -  وكان يعمل بتجارة القطن وأحد المقربين من الأسرة العلوية حيث منح أراضي كثيرة في القطر المصري ومن أعماله كنيسة سان ستيفانو التي تهدمت في ثمانينيات القرن العشرين الماضي وكذلك كازينو سان ستيفانو الشهير في عام 1887م وقد بدأت العائلات الكبيرة الثرية بعد بناء زيزينيا لقصره في بناء قصور وفيلات فخمة في هذا الحي حتي أصبح يتكون في البداية من عدد قليل من القصور الفاخرة وسط العديد من الكثبان الرملية ومجموعات من الأعراب الذين كانوا يستوطنون في تلك المنطقة وكانت به أراضي فضاء شاسعة مخصصة للعب كرة القدم لطلبة المدارس الأجنبية في أوائل القرن العشرين الماضي ثم أخذت تلك القصور والفيلات الفاخرة تتزايد أعدادها تدريجيا بعد ذلك علي مر السنين وقد تحول قصر زيزينيا إلى فندق جلوريا أوتيل بعد ذلك ثم إشتراه الأمير محمد علي وأعاد بناءه عام 1927م  وأطلق عليه إسم قصر الصفا وهو الإسم الحالي له وقد إختار له إسم قصر الصفا تيمنا بجبل الصفا بمكة المكرمة وقد أدخل عليه الكثير من الإضافات والتعديلات مثل الآيات القرآنية الكريمة داخل القصر مكتوبة بخط أمهر الخطاطين فآية الكرسي توجد على مدخل القصر من الجهة البحرية وأسماء الله الحسنى مموهة بالذهب الخالص في قاعة الطعام أما المدخل الرئيسي للقصر فقد نقشت فوقه هذه العبارة كتب العز على أبوابها فإدخلوها بسلام آمنين وبالإضافة إلي ذلك تضم قاعة الشاي تحفاً رائعة حيث رسمت على جدرانها المساجد الفخمة في إسطنبول مثل مسجد السلطان أحمد أو المسجد الأزرق وقصر الخديو إسماعيل على ضفاف البوسفور بإسطنبول  والمسمي بقصر إميركان والذى عاش فيه السنوات الأخيرة من عمره بعد خلعه عن عرش مصر عام 1879م وقصور سلاطين آل عثمان مثل قصر توب كابي وحديقة القصر بها نباتات نادرة مثل :  نبات الكروتن وأصناف النخيل التي لا وجود لها إلا في هذه الحديقة وحديقة قصر النيل وقد دخل هذا القصر بعد ثورة يوليو عام 1952م ضمن القصور الرئاسية وهو حاليا معد لإستقبال ضيوف الرئاسة أو كبار الوزراء ورجال الدولة أثناء وجودهم في الإسكندرية ويعد من أهم معالم الحي .