التاريخ دراسة مسلية "برتراند راسل "


السبت، 18 يوليو 2020

الفن و القاع

    دينا مراجيح أحدث المنضمين للوسط الفني والتي كثر الكلام حولها أنها اصبحت نجمة مجتمع وتيسرت حالها المادي بشكل كبير وسلطت الأضواء عليها , بشكل مبالغ فيه وهي لا تتمتع بأي موهبة فنية , مما آثار غضب المثقفين وأصحاب الشهادات العليا التي تجد تجاهل من المجتمع , واغفال عن حقوقها . ودينا مراجيح ليست النموذج الأول القادم من قاع المجتمع وانضم للوسط الفني , فمجتمعنا شهد العديد والعديد من النماذج الناجحة . 
   


     نذكر منها فاطمة رشدي (1908  - 1996) التي دخلت فن التمثيل وهي في التاسعة من العمر ثم تعلمت القراءة والكتابة , وتدربت على التمثيل ثم أصبحت من رائدات المسرح المصري وقدمت النصوص العالمية وقامت بالتأليف و الاخراج والتمثيل والانتاج واصبح لها فرقة مسرحية باسمها وسافرت للدول العربية كسفيرة للفن المصري , واقتحمت التمثيل في السينما وكانت من رائداته . 

ونموذج آخر كان سعاد حسني (1943- 2001) سندريللا الشاشة كان لها ستة عشر أخًا وأختًا ، وكان ترتيبها العاشر بين أخواتها، فلها شقيقتين فقط , وثماني إخوة لأبيها منهم أربع ذكور وأربع إناث، وست أخوات لأمها , وفي ظل كل هذا لم تلتحق بالدراسة , ثم تعلمت القراءة و الكتابة و الالقاء والتمثيل لتمثل  فيلم حسن ونعيمة أول ادوارها وتنطلق بعدها .

  وفي مجال الرقص كانت تحية كاريوكا التي كانت راقصة كغيرها من الراقصات حتى ساعدها الفنان سليمان نجيب أول مدير مصري الأوبرا المصرية , فهو من علمها التمثيل وأقنعها بتعلم اللغات الأجنبية فتعلمت الانجليزية والفرنسية وتعلمت الباليه والموسيقى ومبادئ البروتوكول الارستقراطية ,  وشجعها على انشاء مكتبة في بيتها حوت كتب الأدب و الثقافة العامة التى قرأتها كلها فشكلت وعيها وكانت على دراية بقضايا وطنية بل انها قامت بدور محوري وهو شجر الدر في فيلم وااسلاماه . 

وفي مجال الغناء نجد نماذج فنية قدمت من قاع المجتمع ونذكر منهن  خضرة محمد خضر و فاطمة سرحان و جمالات شيحة , وساندهن في ذلك زكريا الحجاوي واحد من رواد الفن الشعبي المصري وكانت النقلة من الغناء في الموالد الشعبية الى تمثيل تراث حي على أجهزة الاعلام والمسرح و خرجوا حدود مصر لتمثيلها في الخارج , واصبح الفن الشعبي له احترامه وجزء لا يتجزأ من نشاط مصر  الثقافي سواء الحكومي أو الحر .

 وكوكب الشرق التي لا يتسع المجال للحديث عنها كانت فتاة بسيطة من بيئة فقيرة لم تلتحق بالمدرسة الا انها أصبحت كوكب الشرق صاحبة وسام الكمال و أبرز امرأة أثرت في تاريخ الوطن العربي في القرن العشرين – مع احترامي لكل رائدات النهضة والتعليم - . أما دينا مراجيح التي تتميز بالحديث المبتذل وحمل السلاح الأبيض فهي لا تمثل الطبقة الكادحة , و أي ممنتج فني يريد لفنه أن يعبر عن تلك الطبقة من الممكن بجنيه واحد يشتري به حزمة جرجير ويسمع من البائعة قصة كفاح ونجاح من عصمة للنفس و همة في تربية الأولاد ومساعدة الأهل والزوج أو يقف لدقائق مع سيدة بسيطة تمسح سلالم عمارة سكنية ليعرف معاناة البسطاء واصرارهن على العيش بشرف , واذا كان هذا المنتج صاحب ذوق فني من الممكن أن يحصل  على جوائز عالمية , وبعد عن شبهة افساد الأجيال وتشويه صورة المجتمع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق