التاريخ دراسة مسلية "برتراند راسل "


السبت، 18 يوليو 2020

من الراعي الرسمي ؟؟؟؟؟


في سنوات طفولتي الأولى كنا نحفظ سورة الفيل و نعرف قصتها بأن القائد الحبشي أبرهة عام 570 م جاء مكة لهدم الكعبة وأن الله أرسل عليه طيرا أبابيل وكانت القصة مؤثرة فينا جدا ولم نفهم دوافعها , وفي سنوات دراستنا الأولى علمنا أن ذلك القائد بنى كنيسة باليمن "في صنعاء " سميت بالقليس التي زينها بالذهب و الفضة و المرمر و الأخشاب الثمينة – لم يبق منها الآن سوى حفرة مكانها وبضعة أشجار- ولم يقبل على زيارتها القبائل العربية وبقيت للكعبة مكانتها المقدسة لديهم لذلك قرر هدم الكعبة , بعد ذلك عرفت أن المسيحيين في نجران حرقوا بداخل اخدود لرفضهم دخول اليهودية ديانة مملكة حمير اليمنية , فانتقمت لهم مملكة أكسوم الحبشية المسيحية ودخلت اليمن و استولت عليها وفرضت الديانة المسيحية و نصب القائد الحبشي ملكا لليمن , بعد كده عرفت أن اصحاب الأخدود الأبرياء كانوا ضحية الكراهية للمسيحيين الأحباش والبيزنطيين اللي حرقوا قرى يهودية من قبل , يعني المعركة كانت ضد دين ودين .

    طيب برضه مالها الكعبة في وقت كان الاسلام غير موجود , بعد كده عرفت ان الدولة البيزنطية اكبر قوة مسيحية في ذلك الوقت والتابع لها الحبشة كانت طرق التجارة بين الشرق والغرب المحملة ببضائع الشرق الأقصى و الهند وذاهبة للدولة البيزنطية كانت بتمر بالجزيرة العربية بطريق بري يتحكم فيه العرب و يترأسه قريش وملتقى القبائل عند الكعبة في رحلتي الشتاء والصيف المعروفة يعنى الحكاية مالهاش دعوة بدين الحكاية مصالح وتبعية الدولة الحبشية للدولة البيزنطية . 

    و في التاريخ الحديث حاولت المملكة الأثيوبية انها تكون تابع لأي دولة اوروبية ناشئة وفشلت برضه حتى كانت حربها مع أحمد بن ابراهيم الغازي الصومالي التابع للدولة العثمانية فاستنجدت بالامبراطورية البرتغالية صاحبة المصالح في شرق آسيا والهند واليمن و تعاونت معها على حربه لدرجة تغيير مذهبها من الأرثوذكسي للكاثوليكي علشان ترضيها وبعد كده رجعت لمذهبها الأرثوذكسي . 
   
      وفي نهاية القرن التاسع عشر بدأت تظهر ملامح الدولة الأثيوبية بشكلها الحالي و تعاهدت مع ايطاليا على الاعتراف بالسيادة على شمال اراضيها طالما ايطاليا حتوفر لها أسلحة , وفي الثلاثينات حاربت اثيوبيا ايطاليا بمساعدات ألمانية – هتلر كان على خلاف مع حليفه موسوليني لمعارضته غزو النمسا – ثم بمساعدات وقوات بريطانية اثناء الحرب العالمية الثانية مكنت اثيوبيا من نيل استقلالها , و ألغي قانون الرق حيث كان عدد سكانها 11 مليون منهم أربعة ملايين من العبيد .

    وفي السبعينات خلع الامبراطور هيلا سيلاسي واقيمت دولة شيوعية بدعم الاتحاد السوفيتي ثم عانت اثيوبيا من انقلابات ومجاعات لم تنقذ منها الا بمساعدات سوفيتية وكورية شمالية و كوبية ومن اليمن الشمالي , وانفصل الجزء الساحلي منها مكونا دولة هي اريتريا . 

     وبسقوط دول المعسكر الشرقي بقيت اثيوبيا متخبطة بلا دولة تقودها وتعطيها المعونات وبقي موسم الجفاف يضربها لمدة ستين سنة , ومع تحسن أحوال الأمطار ظهر لنا سد النهضة بشركته الايطالية التي لم تنس اثيوبيا تبعيتها في يوم من الأيام لايطاليا , إلا أن الفكرة جريئة في حد ذاتها من دولة منغلقة تقريبا على نفسها وليس لديها ثقل معروف على الساحة الدولية غير عابئة بتأثير ذلك على مصر و السودان . يا ترى اثيوبيا كانت تابعة لمين سمعت كلامهم المرة دي و أخدتها الجرأة , مين , مين ,مين ؟؟؟؟
سد النهضة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق