التاريخ دراسة مسلية "برتراند راسل "


الأربعاء، 5 أغسطس 2020

أمير القصور والأحلام الضائعة



الأمير محمد علي بن توفيق 
ظل حكم مصر حلماً يراوده منذ نعومة أظافره حتى آخر يوم في عمره , وهو الشيخ الذي اقترب من الثمانين , ولم يبق من الصحة ولا العمر بقية , والحال لم يعد كما كان فقد جاء الحدث الذي كان بمثابة زلزال هدم كل أحلامه السابقة .

إنه الأمير محمد علي بن الخديو توفيق , من أمينة هانم  بنت ابراهيم إلهامي بن الوالي عباس وثان ابنائه , و الشقيق الذكر الوحيد للخديوي عباس حلمي الثاني ولد عام 1875 م , حصل على دراسته الابتدائية بمدرسة العليَّة بعابدين أو مدرسة الأنجال ما بين 1881-1883م , ، ثم أرسل إلى سويسرا لإستكمال دراسته، فدرس وشقيقه عباس حلمي بمدرسة "هكسوس" لدراسة العلوم العسكرية بجنيف ، ثم التحقا بمدرسة ترزيانوم بالنمسا، ثم عادا لمصر بعد وفاة والدهما الخديو توفيق سنة 1892م.
 
الأمير محمد علي  واقفاً بجانب والده الخديوي توفيق
 
الأمير عباس و الأمير محمد علي 

سبقه عباس حلمي في الجلوس على العرش (1892م )  فظلت آماله معلقة به  , حيث كان ولياً للعهد ولكن عباس رزق بابنه الأمير محمد عبد المنعم (1899م ) , ثم قامت الحرب العالمية الأولى وأعلن الانجليز الحماية على مصر (1914م )  , وعزل الخديو عباس حلمي , وعين عمه حسين كامل بن اسماعيل سلطانا للبلاد , وتعاون الانجليز والسلطان حسين في إزاحته من مصر , فتم نفيه خارج مصر, واصدر السلطان حسين كامل قراراً بايقاف مرتباته ، فذهب إلى مونترو بسويسرا حيث سمح له بتحويل إيرادات أملاكه إليه. ولكن الإنجليز قلصوا مرتبه إلى 250 جنيه شهريا حيث اتضح علاقاته مع علي باشا الشمسي الذي كان يميل للسلطنة العثمانية عن الانجليزوخشية استخدام المال لدعم الحركات الوطنية بمصر ضدهم . ولكنهم وافقوا على اعطائه جواز سفر مع منعه من السفر إلى مصر أو أي من الدول التي حاربت إنجلترا.
 
الأمير محمد علي في صباه 
 
الأمير محمد علي شابا 

ثم توفي عمه السلطان حسين كامل عام 1917م ,  وتنازل ابنه الأمير كمال الدين عن الحكم لعمه فؤاد بن اسماعيل , ويضيع الحلم في الحكم مرة أخرى , ولكن الأمير محمد علي استوعب الدرس جيدا وادرك أن المسيطر بالأمور , هم الانجليز فأصبح حليفا لهم , وجلس فؤاد بن اسماعيل على العرش مابين عامي (1917م : 1936م ) - من 1917م  إلى 1922 م كسلطان لمصر ، ثم غير اللقب لملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور، بداية  إعلان استقلال مصر في 15 مارس 1922 بعد تصريح 28 فبراير 1922 برفع الحماية عن مصر- وبعد وفاة فؤاد الأول أصبح أحد الأوصياء الثلاثة على العرش حتى  إكمال ابن عمه فاروق السن القانونية . وكان لقوة شخصية والدته الملكة ناريمان مامنعه من السيطرة على فاروق . 
 
الأميرمحمد علي والسير مايلز أثناء مباحثات ريچينسي - ١٩٣٦
 
الأمير محمد علي والشاه رضا بهلوي 

 ولكنه انتهز أول فرصة في الصدام المباشر بين فاروق و الانجليز في الحادث الشهير يوم 4 فبراير 1942م , حيث طالب سفير بريطانيا  بتعيين مصطفى النحاس رئيسا للوزراء وكاد أن يخلع السفير الإنجليزي الملك فاروق عن الحكم و يجبره على التنازل عن العرش ويقوم بتعيين الأمير محمد علي توفيق ملكاً على مصر. خاصة وأن الامير محمد علي كان وليا للعهد لعدم انجاب الملك فاروق ذكرا يخلفه .ولكن لم يتم ما أراده الأمير محمد توفيق ,  وأصبح جزءًا من بروتوكول السفارة السفارة أن يزور أمراء البيت المالك البريطاني الأمير محمد علي عند حضورهم إلى مصر، واستمرت صلة الأمير بكل السفراء البريطانيين لمعرفته وخبرته بأحوال مصر . وليس هذا فحسب بل كانت له صلات بالسفارة الأمريكية لبروز نفوذهم على الساحة الدولية . ثم يهرب الحلم من بين يديه مرة أخرى وينجب فاروق الأمير أحمد فؤاد الثان ليكون هو الوريث المنتظر  , ثم يعود بعد قيام ثورة يوليو 1952م , وترحيل الملك فاروق وتولي ابنه أحمد فؤاد الثاني العرش فيراود حلم العرش الأمير محمد علي ولكنه لم يكن من الأوصياء على العرش – حيث كانوا الأمير محمد عبد المنعم بن الخديو عياس الثان وبهي الدين باشا بركات والقائم مقام رشاد مهنا - فيطلب مغادرة مصر عام 1952م إلى سويسرا , ثم تلغى  الملكية في 18 يونيو 1953 م ,  ويتوفى الأمير محمد علي هناك في17 مارس 1954 م .
 
الأمير محمد علي علي توفيق مع الملك فاروق وأحمد حسنين باشا 
 

   وأثناء رحلة الأمير محمد علي كأمير أسرة علوية وولي للعهد وحالم بالعرش  بنى القصور الفخمة التي أرادها مقرا للحكم

                                                                               قصر المنيل 













 فقام الأمير محمد علي باشا ببناء قصره بالمنيل عام 1901م ، على الطراز الاسلامي  وقام بنفسه بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية اللازمة، وأشرف علي كل خطوات التنفيذ، وتبلغ المساحة الكلية للقصر حوال 61711 متراً مربعاً منها خمسة آلاف متر هي مساحة المباني، وحوالي 34 الف متر للحدائق وحوالي 22711 متراً عبارة عن طرق داخلية وغيرها. والقصر به سراي الاستقبال وبرج الساعة والسبيل والمسجد ومتحف الصيد وسراي العرش والمتحف الخاص والقاعة الذهبية وحديقة تعد في حد ذاتها فريدة من نوعها.
تم البدء فى بناء القصر عام 1903م ، وأنشأ فى البداية سراى الإقامة ثم أكمل بعدها باقى السرايا،و تم الانتهاء من تشيده عام 1943.
وقد تحول القصر إلى  متحف قصر المنيل لما يتنوع في طرزه المعمارية من أندلسية وعثمانية ومملوكية و فاطمية  و يضم ما يقرب من 20 آلف قطعة أثرية، يعرض منها 10 آلاف قطعة، وباقى القطع توجد داخل المخزن المتحف الخاص بالقصر.
 
قصر الصفا
 
استفان زيزنيا 


 وكذلك كان له قصرا آخر بالاسكندرية يسمى الآن  قصر الصفا هو أحد القصور الرئيسية بمدينة الإسكندرية، وقد بناه كونت اليوناني استيفان زيزينيا منطقة رمل الإسكندرية، والتي سميت لاحقاً باسمه "زيزينيا" في نهاية القرن الـتاسع عشر . وكان إستيفان زيزينيا قد وقع في غرام هذه المنطقة المرتفعة برمل الإسكندرية فكان أول الأجانب الذين سكنوا تلك المنطقة وبنى قصرا هناك -  وكان يعمل بتجارة القطن وأحد المقربين من الأسرة العلوية حيث منح أراضي كثيرة في القطر المصري ومن أعماله كنيسة سان ستيفانو التي تهدمت في ثمانينيات القرن العشرين الماضي وكذلك كازينو سان ستيفانو الشهير في عام 1887م وقد بدأت العائلات الكبيرة الثرية بعد بناء زيزينيا لقصره في بناء قصور وفيلات فخمة في هذا الحي حتي أصبح يتكون في البداية من عدد قليل من القصور الفاخرة وسط العديد من الكثبان الرملية ومجموعات من الأعراب الذين كانوا يستوطنون في تلك المنطقة وكانت به أراضي فضاء شاسعة مخصصة للعب كرة القدم لطلبة المدارس الأجنبية في أوائل القرن العشرين الماضي ثم أخذت تلك القصور والفيلات الفاخرة تتزايد أعدادها تدريجيا بعد ذلك علي مر السنين وقد تحول قصر زيزينيا إلى فندق جلوريا أوتيل بعد ذلك ثم إشتراه الأمير محمد علي وأعاد بناءه عام 1927م  وأطلق عليه إسم قصر الصفا وهو الإسم الحالي له وقد إختار له إسم قصر الصفا تيمنا بجبل الصفا بمكة المكرمة وقد أدخل عليه الكثير من الإضافات والتعديلات مثل الآيات القرآنية الكريمة داخل القصر مكتوبة بخط أمهر الخطاطين فآية الكرسي توجد على مدخل القصر من الجهة البحرية وأسماء الله الحسنى مموهة بالذهب الخالص في قاعة الطعام أما المدخل الرئيسي للقصر فقد نقشت فوقه هذه العبارة كتب العز على أبوابها فإدخلوها بسلام آمنين وبالإضافة إلي ذلك تضم قاعة الشاي تحفاً رائعة حيث رسمت على جدرانها المساجد الفخمة في إسطنبول مثل مسجد السلطان أحمد أو المسجد الأزرق وقصر الخديو إسماعيل على ضفاف البوسفور بإسطنبول  والمسمي بقصر إميركان والذى عاش فيه السنوات الأخيرة من عمره بعد خلعه عن عرش مصر عام 1879م وقصور سلاطين آل عثمان مثل قصر توب كابي وحديقة القصر بها نباتات نادرة مثل :  نبات الكروتن وأصناف النخيل التي لا وجود لها إلا في هذه الحديقة وحديقة قصر النيل وقد دخل هذا القصر بعد ثورة يوليو عام 1952م ضمن القصور الرئاسية وهو حاليا معد لإستقبال ضيوف الرئاسة أو كبار الوزراء ورجال الدولة أثناء وجودهم في الإسكندرية ويعد من أهم معالم الحي .

السبت، 25 يوليو 2020

علمي



محمد صلاح وعلم مصر 
  

لفت لاعب الكرة القدم المصري  و لاعب فريق ليفربول الانظار له بحمله علم مصر وذلك بمناسبة تتويج فريقه ببطولة الدوري الانجليزي , بعد أن كانت  آخر مرة فاز بتلك البطولة منذ ثلاثين عاما , وصعد لمنصة التتويج ليعلن للجميع أنه صعد بفريقه الانجليزي لجميع البطولات ويحصد الميداليات والكؤوس دون أن ينس أنه مصري , وواثقا في حب و احترام جمهوره له , فكان بذلك سفير لبلاده فوق العادة .
   ومما لاشك فيه أن  رفع محمد صلاح  للعلم اشارة لشدة الحب والاحترام لوطنه , ذلك العلم الذي كان وكنا نحن ايضا نقف لتحيته في طوابير الصباح في مدارسنا , وكنت أنظر للعلم و أراه مختلفا عما كنا نشاهده في الأفلام القديمة , حيث كان ظهوره مؤكدا عند اقامة أي مناسبة بجانب الورود و اللمبات الملونة , فنجده يظهر في الأفراح و الموالد و سرادقات الدعاية الانتخابية حتى في الاحتفال بخروج أحدهم من السجن بعد تأدية فترة عقوبته . وكان الكبار يخبرنا بأنه العلم القديم .

والعلم المصري مر بمراحل عديدة من التغيير , والمصري   صاحب التاريخ الأقدم , كان سباقاً في اعلاء الراية واستخدام العلم  في الاحتفالات والحروب , ويظهر هذا في صلاية نعرمر في الوجه الخلفي للوحة  , منذ حوال 3200 ق.م , ومع توالي الأسر والحكام كان يتغير العلم , حتى أصبحت مصر تحكم من قبل حكام أجانب , فنجدها تتبع علم الامبراطورية الرومانية , ثم الامبراطورية البيزنطية , ثم الخلفاء الراشدين , فالأمويين , وبعدهم العباسيين , ثم الفاطميين , يليهم الأيوبيين , ثم المماليك ,ثم العثمانيين .
صلاية الملك نعرمر ويظهر فيه حملة الاعلام 

  أصبحت مصر بسيادة واستقلال نسبي عن الدولة العثمانية حينما تولى محمد على الحكم (1805- 1848) م , فذلك الوالي اراد تأسيس دولة ذات سيادة يكون حاكمها ويتمتع بخيراتها , وكون جيشا قويا ذو أعلام خاصة من المطرز بالآيات القرآنية وأرقامها بالذهب , وكانت هناك وثيقة تسمى وثيقة العلم , تتلى عند تسلم كل آلاي من آلايات الجيش لعلمه , وقد  وأراد أن يتميز علم مصر عن علم الدولة العثمانية فزاد عنه بنجمة خماسية , لذلك  عندما دخل محمد علي في حروبه وزادت توسعاته , تعاونت الدول الأوروبية مع العثمانيين لردع طموح محمد علي , فكانت نجمة العلم تلك هي ما ميزت الأسطول المصري عن غريمه العثماني , أثناء  حصار  الأساطيل الأوروبية للموانئء المصرية .

 
علم الدولة العثمانية الذي ايضا علما لمصر 
 
علم مصر الذي اتخذه محمد علي 

ثم بقي العلم كما هو في عهد الواليين عباس , محمد سعيد , ليأتي الخيو اسماعيل صاحب الطموح الجامح , فغير العلم عام 1867م , بعلم أحمر ذي ثلاث أهلة بيضاء ,  أمام كل منها نجم أبيض ذو خمسة أطراف وكانت هذه الأهلة والنجوم الثلاثة ترمز إلى مصر والنوبة والسودان. واستمر هذا العلم مستخدماً في مصر إلى عام1882م.
العلم الذي اتخذه الخديو اسماعيل 


 وعندما احتلت بريطانيا البلاد عام 1882م ,  عاد مرة أخرى العلم الذي كان موجودا أثناء حكم محمد علي  حتى عام 1914،و بعد قيام الحرب العالمية الأولى  أعلنت الحماية البريطانية على مصر، حيث أدركت بريطانيا ضعف موقف السلطنة العثمانية ، ونصبت  حسين كامل بن الخديو اسماعيل سلطانا للبلاد ، وأعيد علم الخديوي إسماعيل مرة أخرى كعلم رسمي للسلطنة حتى عام 1923م , واثناء ثورة  1919 م أضاف الثوار الصليب للعلم ليعبر عن الوحدة الوطنية أمام الاحتلال البريطاني .
بعد إعلان تصريح 28 فبراير 1922 م , والذي نص على الغاء الحماية البريطانية والاعتراف باستقلال مصر – مع احتفاظ  بريطانيا بحق تأمين مواصلات امبراطوريتها في مصر، وحقها في الدفاع عنها ضد أي اعتداء أو تدخل أجنبى، وحماية المصالح الأجنبيه والأقليات فيها، وابقاء الوضع في السودان على ما هو عليه - ، وأُعلن قيام المملكة المصرية، واُختير علماً جديداً مشابه للعلم الذي حُمل في ثورة 1919م ,  وعُرف باسم العلم الأهلي، وهو العلم الأخضر ذو الهلال الأبيض والنجوم الثلاثة داخله. وذلك عام  1923م .
 
علم الوحدة الوطنية لثورة 1919م 
 
علم المملكة المصرية حتى بعد قيام ثورة 1952م 

وظل العلم كما هو حتى بعد قيام ثورة يوليو عام م 1952، ثم ظهر علم التحرير أو علم الضباط الأحرار لكونه رمزاً للثورة. وقد استخدم لأول مرة في الاحتفال بمرور 6 أشهر على حركة الجيش كعلم لمجلس قيادة الثورة. وكان استخدامه غير رسمي بجانب العلم القديم . وكان يتكون من ثلاث ألوان أحمر , أبيض , أسود , ويتوسط  المستطيل الأبيض  نسر صلاح الدين، الذي كان شعاراً للدولة الأيوبية. وهو نسر عريض الشكل؛ أضيف له درع دائري أخضر يحوى هلالاً أبيض اللون وثلاثة نجوم يرمز للعلم الأهلي، وتم نقش النسر في قاعة مجلس الأمة الذي أصبح الآن مجلس الشعب وضربت العملات المعدنية وعليها نقش هذا النسر العريض.
وكان عام 1958م , تغيير اسم جمهورية مصر الى الجمهورية العربية المتحدة , حيث تمت الوحدة بين مصر وسوريا,  وزاد العلم  نجمتين خماسيتين خضراوين إشارة إلى مصر وسوريا. وظل العلم المصري كذلك حتى بعد الانفصال 1961م . وإن ظل النسر المطور المماثل للحالي هو ختم الدولة وشعارها ونقش عملاتها النقدية والتذكارية، واختلف محتوى درعه فقط ليحمل علم مصر طولياً ويتوسطه النجمتان الخضراوان الخماسيتان. و أصبح هذا العلم  تقتبسه كثير من الدول العربية .
علم الجمهورية العربية المتحدة 

ثم  جمال عبد الناصر عام 1970 م , وتولى محمد أنور السادات الحكم؛ فحدثت وحدة مع  ليبيا وسوريا و توحيد العلم عام 1971م .  لذلك استبدلت النجمتان في العلم المصري بصقر قريش ذو لون ذهبي وهو شعار هذا الاتحاد. وعلى القاعدة التي يرتكز عليها الصقر يُكتب "اتحاد الجمهوريات العربية"، مع السماح لكل دولة عضو بكتابة اسمها الرسمي أسفل اسم الاتحاد. وقد ضربت العملة بنفس الشعار وأصبح هو شعار وختم الدولة في كافة الأوراق والمعاملات الرسمية.
علم اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة 

 وظل الحال كذلك حتى  عام 1984 م ,  صُدر قانوناً بتغيير علم الاتحاد إلى العلم الوطني الحالي حيث  انسحبت مصر رسمياً من الاتحاد. وقد اشتمل التغيير فقط بتبديل الشعار في المستطيل الأبيض ليكون نسر صلاح الدين بلون ذهبي بدلاً من صقر قريش.
ولعلم مصر قنون خاص آخر تعديلاته هو القانون 41 لسنة 2014م : تناول فيه نواح كثرة منها : احترامه وتوقيره , ورفعه على مقار رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والوزارات والهيئات والمؤسسات العامة ووحدات الإدارة المحلية، والمجالس النيابية، ودور المحاكم، والسفارات والقنصليات ومكاتب التمثيل المصرية بالخارج، وعلى المعابر والجمارك والنقاط الحدودية، وعلى المقر السكني الرسمي لرئيس الجمهورية، وعلى أي وسيلة انتقال يستقلها، أثناء مباشرته أعمال وظيفته. وكذلك بمكان ظاهر في المؤسسات التعليمية الخاضعة لإشراف الدولة، وتؤدي التحية للعلم كل يوم دراسي ,و  يُحظر رف أو عرض أو تداول العلم إن كان تالفاً أو مُستهلكاً أو باهت الألوان أو بأي طريقة أخرى غير لائقة، كما يُحظر إضافة أي عبارات أو صور أو تصاميم عليه، ويُحظر استخدامه كعلامة تجارية أو جزء من علامة تجارية.و يحظر تنكيسه  في غير مناسبة حداد وطني، ويحدد رئيس الجمهورية ضوابط وأوضاع وإجراءات ومدة ذلك، ويُحظر رفع غير العلم الوطني في المناسبات العامة. وإهانة العلم تكون عقوبتها الحبس مدة لاتزيد على سنة وغرامة لاتجاوز 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين ، وتضاعف العقوبة في حالة العودة.


وللعلم مراسم خاصة وهي : رفعه على حبل عند وضعه على سارية , وإنزاله  لمنتصف السارية في حالة الحداد الرسمي , وفي حالة رفعه لأول مرة يرفع لنهاية السارية ثم يخفض للمنتصف . ويرفع مقلوبا في حالة الاستغاثة أو المحنة , رفعه بخفة وسلاسة , وخفضه بأسلوب احتفالي ,  ويجب أن يُرفع أولاً حتى ينزل من ساريته, عدم عرضه أو استخدامه أو تخزينه بطريقة  تسمح له أن يتمزق أو يتسخ أو يتلف بسهولة , ولا يجوز على الإطلاق أن يُطبع أو يوضع عليه أي رمز أو شعار أو كلمات أو شارة أو أرقام أو صورة أو رسم من أي نوع وبأي شكل من الأشكال.


 
علم جمهورية مصر العربية من 1984م وحتى الآن 
 
العلم الرئاسي 
 
علم القوات المسلحة 
 
علم القوات البحرية 
 
علم قوات الدفاع الجوي 
 
علم القوات الجوية 



وكانت دائما أولى رسوماتنا في المدرسة هي قيام جندي مصري رفع علم بلده على أرض سيناء وكنا نرسم العلم عاليا خفاقا , ونتفنن في ابرازه عن باقي معالم الصفحة . 
رفع العلم على أرض سيناء بعد عبور القناة 

واذا كان محمد صلاح افتخر برفع علم مصر فان شلالات نياجرا تزينت بألوان علم مصرمساء  يوم 23 يوليو 2020م . وقد أعطى سفير مصر في كندا شلالات "نياجرا" العالمية، وممثلين عن مجلس مدينة "نياجرا" الكندية "أحمد أبو زيد" إشارة بدء الإضاءة الخاصة بالشلالات،  ، أمام جمع غفير من السائحين من مختلف دول العالم. جدير بالذكر أن الاحتفالات بدأت هذا اليوم برفع العلم المصري وعزف النشيد الوطني أمام مقر بلدية العاصمة أوتاوا، و كأن ذلك الاحتفال تحية من كندا لمصرنا الحبيبة . 
علم مصر مضاء على شلال نياجرا 

الجمعة، 24 يوليو 2020

البوابة الغربية




أذكر في احدى المحاضرات أن أحد أساتذتنا الاجلاء في  التاريخ الاسلامي  تناول فيها دخول الفاطميين مصر فذكر أن تاريخنا كان كثيرا ما يشهد دخول الغزاة مصر من الجهة الشرقية و كان دخول الفاطميين من الغرب هو حادثة أولى من نوعها , فاستأذنته في التحدث , وذكرته أن تاريخنا القديم شهد الغزو من الغرب , وتاريخنا الحديث ايضا وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية وتجلت شدة المواجهة في معركة العلمين , فأثنى على تذكيري له وتناول بشيء من الاختصار تلك الحوادث .

  وحدودنا الغربية أهتم بها حكام مصر منذ ماقبل الأسرات حيث كانت مصر أول دولة عرفها  العالم – العراق برغم تقدم حضارتها كانت حضارة المدينة الواحدة – وقد سجلت آثار تلك المرحلة رسومات لأبناء القبائل الليبية بأدوات الصيد وفي ابيدوس وجدت علامة هيروغليفية تدل على التحنو أو القبائل الليبية و رسومات تمثل سبع مدن محصنة متحالفة استطاع أن ينتصر عليها ملك مصر . وهناك ايضا لوحةالتوحيد  ترجع للأسرة الأولى (3400- 3200 ق.م.) في عهد الملك نعرمر يظهر فيه الملك يضرب مجموعة من الأسرى اختلف العلماء هل كانوا من أهل الوجه البحري أم من الليبيين , إلا أن الأراء اجتمعت على توحيد القطرين بعد طرد الليبيين من الوجه البحري . وعلى حجر باليرمو نقش مايفيد بأن الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة قاد حملة ضد التحنو وأسر 1100 أسير واستولى على 13100 رأس من الماشية و الأغنام . وفي الأسرة الخامسة نقش الملك سا حو رع تم نقش صور لليبيين القدماء , وقد نقش على جدران مقبرة حاكم الجنوب في أبيدوس في عهد الملك ببي الأول – من الأسرة السادسة - أنه قاد جيشا ضد بدو آسيا في وانضم لجيشه سكان الجنوب ومنهم شعوب التمحو , وقد وصف حاكم وقائد القوافل في الجنوب " حر خوف " على مقبرته رحلته الجنوبية أنه ذهب لاقليم يام في النوبة ثم تقدم للجنوب الغربي من النيل فوصل لبلاد التمحو .
أما في عصر الدولة الوسطى (2060 – 1785ق.م ) , ففي حكاية سنوهي عهد الملــك منتوحتب الأول (1991-1961 ق.م )  يذكر أن سنوسرت ابن الملك منتوحتب الأول خاض حربا ضد التمحـو ويرى المؤرخون أن هــذه الحرب وانتصر فيها  وأكد هذا (ديودورس الصقلي) كما ذكر أن سنوسرت الأول قد أخضع الشق الأكبر من ليبيا .
وفي  الدولة الحديثة (1580 -1085 ق.م) وتحديدا في وثائق مقابر طيبة في عهد الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث لقد احتفظت لنا بعض مقابر طيبة في الفترة ما بين 1490 - 1447 ق.م بصور تمثل تسديد الجزية التي قدمت من بعض القبائل الليبية في الواحات البحرية. وكذلك رسومات معبد الكرنك في  عهد الملك سيتى الأول والتي تشير إلى هجمات خطيرة قامت بها قبائل التحنو , ويبدو أن تلك الحملات أتت ثمارها فكان الصلح بل وانضمام وحدات عسكرية ليبية للجيش المصري في عهد الملك رعمسيس الثاني حيث نقش ذلك على مسلاته بتانيس . وفي عهد الملك مرنبتاح (الأسرة التاسعة عشر ) سجل على نقوش معبد الكرنك وعمود القاهرة ولوحة اتريب وأنشودة النصر عن انتصاره  على التحالف الذي يضم كل من الليبو والقهق والمشوش مع شعوب البحر التي تتمثل في خمسة أقوام وهم (الأقاواشا) و(التورشا) و(الشردان) و(اللوكا) و(الشكلش). ويرى فيهم الباحثون على الترتيب (الآخيين) و(الاترسكيين) و(السردينين) و(اللوكيين)و(الصقليين) وقد توجه هؤلاء جميعا نحو الدلتا لاحتلالها لغرض الاستقرار بها وكان يقودهم في هذا الهجوم زعيم قبيلة الليبو مرى بن أدد. كما تتحدث بردية هاريس الكبرى عن هجوم قبائل الليبو على منطقة الدلتا حيث  اراد  الفرعون أراد أن يفرض على الليبيين ملكا منهم رباه في قصره ولكن الليبيين رفضوا هذا الحاكم لأنهم رؤوا فيه الفرعون نفسه. أما نقوش ولوحات معبد رمسيس الثالث الجنائزي  في طيبة الغربية فتدل  على هجوم قامت به قبيلة المشوش ضد منطقة وادي النيل وقاد هذا الهجوم زعيم المشوش كبر وابنه مششر وتعتبر بردية هاريس ونقوش ولوحات معبد هابو التي دونت في عهد رمسيس الثالث آخر الوثائق الهامة التي تتحدث عن القبائل الليبية القديمة التي احتكت بمنطقة وادي النيل في العصور القديمة.
                    صورة لأسير من التحنو 

 مع بداية الأسرة الثامنة عشرة المصرية بدأ المشوش يتجمعون حول حدود مصر الغربية  للإقامة الدائمة حول دلتا وادي النيل فحاربهم المصريون ورغم أنهم وحلفاءهم الليبو فشلوا في الوصول إلى دلتا النيل عن طريق الحرب  فلجأوا للاستقرار في الكثير من مناطق مصر سواء في حاميات الحدود أو بانضمامهم إلى الجيش كجنود مرتزقة . وقد كان الجيش المصري ابتداءً من الأسرة العشرين يتكون من الليبيين دون سواهم وقدم لهم  ملوك مصر في ذلك الوقت الأرض كأجور  فتكونت جاليات عسكرية كانت القيادة فيها لليبيين دون سواهم حتى وصلوا  إلى مناصب هامة في البلاط الملكي وإلى مراكز القيادة في الجيش وأن بعضهم -مثل شيشنق- استطاع أن يتولى الحكم في بعض مناطق مصر حيث جمع بين يديه السلطتين المدنية والدينية فاستولى على حكم مصر فور وفاة آخر ملوك الأســرة الواحدة والعشرين وبذلك استطاع المشوش تكوين الأسرة الثانية والعشرين التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمان . 
زعماء القبائل الليبية القديمة مرسومة  في ضريح الفرعون ستي الأول (من الأسرة التاسعة عشرة).

وفي التاريخ الاسلامي تعود لنا  بوابة مصر الغربية ليأتي منها الفاطميون حيث حاول الفاطميين الاستيلاء على مصر مرتين فى عهد خليفتهم الاول المهدى ابو محمد ولم ينجحوا  ثم محاولة فاشلة أخرى  فى عهد ابنه القائم بأمر الله . و الرابعة كانت في عهد خليفتهم الرابع المعز لدين الله حيث كانت الفرصة مهيأة لدخوله مصر فكلا من الدولة الاخشيدية التي كانت تحكم مصر والتي كانت خاضعة للدولة العباسية كلاهما في مرحلة ضعف  فسيطر الترك على الدولة العباسية وقامت ثورة الزنج في اقليم البصرة وثار القرامطة و وصلوا للحجاز وأخذوا الحجر الأسود لمدة اثنتين وعشرين سنة وأعيد مقابل مبلغ ضخم دفعه الخليفة العباسي , أما مصر فقد تدهورت الأوضاع بعد وفاة محمد بن طغج الاخشيدي وتولى كافور الاخشيدي الحكم بالرغم من أخماده الثورات وانتصر على الحمدانيين الذين آتوا من الشام , إلا أنه بعد وفاته ساءت الأحوال الاقتصادية بشدة وكثر الصراع بين الجند , واقترب القرامطة من الحدود الشرقية , وقبل دخول الفاطميين مصر , كان دعاتهم منتشرين بين أهل مصر ليبشروا به ويروجوا بأنه سوف يصلح أحوال البلاد والعباد .
فأرسل  المعز لدين الله قائده جوهر الصقلى عشان بجيش على مصر فدخلها(  969م - 358 هـ) و خرج وفد من اعيان مصر من الفسطاط وتمت  اتفاقيه بست بنود هى :اعزاز المصريين و حمايتهم, . اصلاح الأحوال القتصادية . تأمين طريق الحج من  القرامطه ,  ترميم الجوامع و تزيينها و الصرف على المؤذنين و الائمه من بيت المال , ضمان  الحريه الدينيه للمصريين في حق اختيار مذهبهم , ضمان  الحريات الدينية المسيحيين و اليهود.
وقد رضى عامة المصريين بالاتفاقيه و انقسم العسكر الاخشيديه والكافورية عن الناس و ارادوا المواجهة  ولكنهم هزموا بسبب تفككهم . و أنشأ جوهر القاهرة العاصمة الجديدة فكانت الظروف مواتية لاستقبال الخليفة الفاطمية المعزلدين الله الفاطمي في(  362هـ - 972م ) . الذي قدم من الغرب من تونس .
الجامع الأزهر أشهر آثار الفاطميين في مصر 

أما في العصر الحديث وبعد قيام الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) م , كانت مصر لا تزال تعاني من سيطرة بريطانيا العظمى عليها , فكانت تتخذ قواعد عسكرية لها على أرض مصر ولذلك كانت هدفا للهجوم من دول المحور واكن الاشتباك حتميا بينهما على أرض مصر خاصة وأن قوات المحور كانت دخلت شمال افريقيا فكانت معركة العلمين الأولى قرب قرية العلمين في مصر  في الفترة 1 يوليو إلى 26 يوليو 1942، بين  الجيش الثامن البريطاني ممثلا الحلفاء وكان يتكون من قوات ( بريطانية  , هندية  بريطانية , نيوزيلندية ,  أسترالية   اتحاد جنوب أفريقيا ) و قوات المحور ( ألمانيا , ايطاليا ) بقيادة إرفين رومل "قائد قوات المحور و الذي بدأت قواته بالتحرك من برقة ووصلت الى طبرق متغلبة على الجيش الثامن الذي تراجع لمصر واثبت كفاءة كبيرة في التغلب على نقص الامدادات , وفي ذلك الوقت حدث خلاف بين القائد روميل والمشير كسلرنج حول سير الخطة حول خطة المعركة  ولكن روميل تمسك برأيه وتقدم  إلى مصر قبل أن أن تعيد القوات البريطانية تنظيم قواتها  , وتغلب روميل على نقص الوقود بالاستيلاء على مخزن وقود بريطاني في محطة سكة حديد , ثم تقدم الى مرسى مطروح , واراد حصار القوات البريطانية التي انسحبت للشرق , فهاجم الطيران البريطاني قوات المحور فأبطأ تقدمهم , لكن روميل اشتبك مع بعض القوات النيوزيلندية والهندية بمرسى مطروح بمعركة كبيرة انتصر فيها روميل , وتقدم نحو الاسكندرية , فأسر روميل 7000 جندي , اضافة الى الفوز بتموين وعتاد حربي , ثم اقترب من العلمين فانتظره أوكنلك قائد الحلفاء مابين ساحل البحر ومنخفض القطارة ليصعب على روميل اجتيازه بمركباته .


                                        معركة العلمين الأولى 








وقد واجهت روميل نقص الامدادات حيث كانت المسافة بعيدة عن طبرق  , والتحم الجيشان حيث ركز الحلفاء على الايطاليين الذين انهزموا , ولكن أنقذهم الألمان بصعوبة , ثم توالت الصعوبات أمام الجيش الأماني من مواجهة حقول الألغام , القصف البريطاني الذي تغلب على مدفعيتهم , هزيمة الفرق الايطالية وأسر جنودها .
 تكبد الجانبان خسائر كبيرة من الجنود والعتاد , واستمر وجود المحور , ولكن تم ايقاف زحفهم للاسكندرية , حيث طمعوا في الاستيلاء على قناة السويس . وعزل تشرشل القائد البريطاني أوكنلك واستبدل مكانه هارولد ألكسندر و برنارد مونتغمري , ووقعت مواجهة أضخم فيمايسمى معركة العلمين الثانية (23 أكتوبر - 11 نوفمبر 1942) وذلك  بعد أن فشل روميل في اختراق الخطوط البريطانية فاضطر لانتظار الهجوم البريطاني التالي على أمل أن يقوم بصده على الأقل. وفي يوم 23 سبتمبر 1942 سافر روميل إلى ألمانيا لتلقي العلاج، تاركاً وراءه  فون شتومه  قائداً لقوات المحور في شمال أفريقيا.في 24 سبتمبر، أثناء طريق العودة، التقى بموسوليني، وشرح له مشاكل الإمدادات ولكن الاخير لم يقدر الوضع
أما الجيش الثامن البريطاني كانت تصله الامدادات من بريطانيا والولايات المتحدة عن طرق  مينائي الاسكندرية والسويس , وعند وصول امدادات للمحور كانت تتعرض للغارات البريطانية عن طريق مالطة ومن الفدائيين من الصحراء ,
في يوم 24 أكتوبر يتوفى القائد الألماني فون شتومه، ويتولى القائد الألماني ريتر فون توما  قائد الفيلق الأفريقي مهمة قيادة قوات المحور لحين وصول رومل.
مساء يوم 26 أكتوبر يصل رومل إلى الجبهة بعد رحلة طويلة، ويحاول قدر الإمكان الحفاظ على الجبهة متماسكة.
فيبدأ الحلفاء بشن الهجوم بالمدفعية وصلت رسالة بالراديو من هتلر بالصمود , فشك روميل وأمر قواته بالانسحاب وعندما تأكد من صحة الرسالة كان الهجوم يزداد شدة من الحلفاء , وأسر القائد الألماني فون توما قائد الفيلق الافريقي , واستغل المحور هطول الامطار للانسحاب دون التعرض لهجوم الحلفاء فوصلوا لمرسى مطروح بعد التأكد من هزيمتهم  , ونزل الحلفاء لشمال أفريقيا واستمرت المطاردات لجيش المحور لتنتهي في تونس وتنهي وجود المحور في أفريقيا .
وكانت معركة العلمين معركة غيرت موازين القوى لصالح الحلفاء , وخرج المحور من مصر بعد أن تعرضت الاسكندرية للعديد من الغارات التى اضطر بعض سكان الاسكندرية لهجرها , وضمت بذلك لجملة المعارك الفاصلة التي غيرت التاريخ والتي دارت على أرض مصر .
                                       معركة العلمين الثانية 




روميل وغريمه مونتجمري 


والمناخ العام ينذر بظهور الخطر على الحدود الغربية وكعادة جيشنا سوف يحافظ عليها , حفظ الله مصر أرض الأمن والأمان