السفينة أر إم إس تيتانيك |
عندما جاء العقد الثاني من القرن العشرين كانت شركة "وايت ستار لاين " التي تتبع المملكة المتحدة من أكبر شركات الملاحة العالمية وكانت تملك السفن عابرة المحيطات لاسيما الجوهرة النفيسة " أر إم إس تيتانيك " أكبر سفينة وقتها "الوزن52,310 طن - الطول 269.1 متر – العرض 28متر -عمق الماء10.5 متر-الارتفاع 53.3 متر" والتي غرقت يوم 14 أبريل 1912م بعد رحلة دامت أربعة أيام ونجا منها 706 شخص من أصل 2223 شخص .
و كانت شركة " وايت ستار لاين " قد صنعت من قبل أكبر سفينة في العالم حتى جاءت "تيتانيك" وانتزعت منها اللقب وكانت تسمى "أر إم إس أوليمبيك " الوزن 52.310 طن - الطول 269.00متر- العرض 28.1متر - الارتفاع 53.3 متر" والتي صنعت عام 1911م وكانت كبيرة الشبه بتيتانيك حتى كانت تسمى توأمها , وفي 20 سبتمبر 1911م كانت "أوليمبيك " تسير بسرعة بجوار الطراد البريطاني " إتش إم إس هوك " عبر مضيق "سولنت " الانجليزي , فاتجهت "أوليميبك " ناحية اليمين فجأة متخذة نصف قطر واسع ولم يقدر "هوك " على مفاداتها , حيث كان تصميم قوس "هوك " كطراد يعطي لها ميزة إغراق السفن عن طريق صدمها , فاصطدمت بجانب "أوليمبيك "الأيمن بالقرب من المؤخرة , فأدى ذلك لفيضان داخل "أوليمبيك" فوق وتحت خط الماء , وفيضان في اثنين من مقصوراتها المانعة لتسرب الماء, ولكن "أوليمبيك " صمدت وعادت لميناء "ساوثهامبتون " الانجليزي . دون أي خسارة في الأرواح أو اصابات بجروح جسيمة , أما "هوك" فتعرض قوسها لأضرار جسيمة وكادت أن تنقلب . وبعد اصلاحها ,عادت للعمل ثم أغرقتها الغواصة الألمانية "إس أم يو 9" في أكتوبر" 1914"م .
تيتانيك تحت الانشاء على اليمين بجانب أوليمبيك على اليسار |
وكان
قائد "أوليمبيك " القبطان "إداوارد سميث " قائد "تيتانيك
" بعد ذلك وكان ينوي التقاعد بعد انتهاء رحلة تايتانيك الأولى ولكنه غرق معها . وكان
هناك ايضاً اثنان من أفراد الطاقم وبالتبعية يعملا في شركة "وايت ستار لاين
" وهما الممرضة "فيوليت جيسوب " والوقاد "آرثر جون بريست
" وقد خرجا أحياء من حادث "أوليميبك " لينتقلا إلى "تيتانيك
" وينقذا مرة أخرى منها ثم إلى "بريتانيك " ليخرجا منها بسلام .
وبعد غرق "تيتانيك " رجعت "أوليمبيك " للقبها
السابق كأكبر سفينة في العالم حتى عام 1913م , ثم استخدمتها بريطانيا كسفينة حربية
خلال الحرب العالمية الأولى "1914-1918"م , ثم عادت كسفينة مدنية حتى لم
تعد مكاسبها كما كانت وقت الكساد العظيم والذي بدأ عام "1929"م ثم انتهى الأمر ببيعها كخردة عام "1935" م
. بل أن شركة "وايت ستار لاين " نفسها قد تم تصفيتها عام "1934
"م . وقد اشترطت بريطانيا تقديم المساعدة لها وكذلك لمنافستها "كونارد
لاين " إذا مااندمجوا ككيان واحد , وبالفعل تم هذا , حتى عام 1949م , حتى
اشترت "كونارد لاين " " وايت ستار لاين " واختفى اسم الأخيرة
تدريجياً تماماً من على جميع السفن .
كونارد وايت ستار لاين |
وتعد شركة " وايت ستار لاين " مزيج من التصميم والاصرار وسوء الحظ فبعد غرق
"تيتانيك " أرادت صنع سفينة كبيرة كعادتها فكانت ثالث أكبر سفينة للشركة
وهي "إتش إم إتش إس بريتانيك" "الطول269.06 متر - العرض 28.65 متر -الارتفاع 18.4 متر" لتبدأ الخدمة عام "1914" م . إلا أن البحرية
البريطانية صادرتها في الحرب العالمية الأولى وحولتها إلى مستشفى عائم. وفي "21
نوفمبر 1916" م غرقت السفينة في أقل من ساعة، و لم يحدد سبب غرقها ، ثم تم الكشف
بعد ذلك أن الألغام الألمانية قد زرعت في قناة "كيا" ببحر إيجه على
سواحل اليونان , وقد بلغ عدد الوفيات 30 شخصا ومن ضمنهم لواء في الجيش الألماني
حيث استطاع معظم من كانوا على السفينة الهروب على متن 35 قارب نجاة .
وإذا عدنا بالأحداث لغرق
"تيتانيك " نجد أنه لم يكن مفاجئاً فقد كانت هناك سفينة بريطانية تدعى "إس
إس كاليفورنيان " تبعد عن "تيتانيك " ببضعة أميال , وقد حذرتها عن
طريق الراديو من كتل الجليد , وارسلوا هذا لعامل اللاسلكي " جاك فيليبس "
والذي نهرهم بحجة أنه يرسل رسائل الركاب , وفي الوقت نفسه توقفت "إس إس
كاليفورنيان " في الليل , لحماية نفسها , حيث علقت في حقل جليدي , إلا أنها
تلقت اشارات الاستغاثة من "تيتانيك " متأخراً , ثم لاحظت اختفاء الأضواء
التي كانت تنبعث منها , وفي الفجر أرسل
الرئيس التنفيذي للشركة , رسالة لاسلكية بغرق "تيتانيك " , فاتجهت
"كاليفورنيان " إلى
"تيتانيك " لمساعدتها , لتجد أن سفينة "كارباثيا " قد انتشلت
جميع الناجين . وقد ألقى اللوم على سفينة " إس إس كاليفورنيان " في عدم
نجدة "تيتانيك " من البداية ولكن لم يكن ذلك بشكل رسمي , ولكن يبدو أن
لعنة تيتانيك قد أدركت تلك السفينة فكان عمرها قصيرا فإذا كانت أولى رحلاتها عام 1901م , فقد أدركت نفس مصير
"تيتانيك " و غرقت بواسطة الغواصات الألمانية " SM U-34
" و "U-35 " ، في شرق البحر الأبيض المتوسط بالقرب من
سواحل اليونان في9 نوفمبر 1915م خلال الحرب العالمية الأولى .
.
و في ليلة 14 أبريل وبعد ساعتين من غرق تيتانيك
, أرسلت العناية الإلهية لمن كان في البحر من ركابها سفينة" آر إم إس
كارباثيا" والتي كانت ملكاً لشركة "كونارد لاين " و قبطانها "آرثر
هنري روسترون " حيث أخذ قرار شجاع فبعد تلقيه نداءات الاستغاثة من
"تيتانيك " غير مساره وتوجه إلى احداثياتها وجعل محركات السفينة تعمل
بأقصى طاقتها وأمر الطباخين بإعداد وجبات غذائية ساخنة لتقديمها للناجين , وقد مر
بمساحات كبيرة من الحقول الجليدية الخطرة
, وقد تمكنت السفينة من انقاذ 706 ناجياً ممن كانوا على قوارب النجاة . وتسلم
قبطانها جائزة في مايو 1912 م بسبب مساعدته لركاب "تيتانيك " . ولتلك
السفينة تاريخ قصير حافل فكانت أول رحلاتها عام "1903" م من ليفربول
لبوسطن وانتهت مسيرتها غرقاً – وكأن مصير تيتانيك قد قفز إليها - وتوفي خمسة من
طاقمها , بطوربيد من الغواصة الألمانية " إس إم يو-55 " في يوليو
"1918" م . وذلك قبالة السواحل الأيرلندية حيث كان الألمان يحيطون بحار
المملكة المتحدة بغواصاتهم .
ويبدو أن غرق تيتانيك قد خلد في ذاكرة التاريخ وغطي عما
سواها حتى لو كانت تلك السفينة قد غرقت بعدها بثلاث سنوات فقط وكانت ايضاً تابعة
للمملكة المتحدة وكانت كذلك خط سيرها من المملكة المتحدة للولايات المتحدة
"ليفربول – نيويورك " . وكانت أعداد قتلاها قد قارب تيتانيك وكان منهم
العديد من الأطفال بل أن تلك الحادثة قد أججت لهب الحرب العالمية الأولى , وجذبت
أطراف جديدة للمعركة , وكانت تلك السفينة هي "آر إم إس لوسيتانيا" وقد
غرقت يوم الجمعة "7 مايو 1915"م , وكانت مثل تيتانيك دولتها المملكة
المتحدة – تيتانيك انجليزية ولوسيتانيا ايرلندية – وكانت ملكاً لشركة "كونارد
لاين " التي يبدو أن لعنة تيتانيك قد أصابتها , بل أن شركة "وايت ستار
لاين قد صنعت "تيتانيك " لتنافس شركة "كونارد لاين في أفضل سفنها
" آر إم إس لوسيتانيا " و "آر إم إس موريتانيا"
ولم يقف بجانب شركة " وايت ستار لاين " في انقاذ الفارين من
"تيتانيك " غير شركة " كونارد لاين " .
و يبدو أن "لوسيتانيا " كانت بيدقاً في حرب المملكة المتحدة ضد ألمانيا ,
فمنذ البداية دفعت الحكومة البريطانية تكاليف بناء وتشغيل السفينة لمالكتها شركة
"كونارد لاين "لجعلها سفينة سفينة تجارية حربية إذا دعت الحاجة حيث بدأ
تشغيلها عام 1906م , لذلك كانت هدفاً للغواصة الألمانية يو- بوت يو- 20 التي
دافعت عن بلادها ضد الحصار البحري الذي نفذته المملكة المتحدة , ولم تكن "آر إم إس لوسيتانيا " الهدف الوحيد
للغواصات الألمانية , ولكنها كانت الغنيمة الأكبر , وعلى الرغم من أنها لم تكن
مجهزة لدخول المعارك إلا أنها كانت تحمل أكثر من أربعة مليون طلقة ذخيرة للأسلحة
الصغيرة , و حوالي خمسة مليون طن من قذائف
شظايا و الكثير من الفتائل النحاسية المفرقعة ونزد عليهم 1266 راكب و696 من أفراد
الطاقم بالإضافة لطاقم سفينة "إس إس كاميرونيا " التي تم الاستيلاء
عليها بوقت قصير قبل موعد الانطلاق, كل
ذلك استهدف من الغواصة الألمانية وغرق في 18 دقيقة , على بعد 11 ميلا أمام
"أولد هيد أوف كنسل " بأيرلندا , ونتج عن ذلك مقتل 1198 شخص ونجاة 761 شخص
, وقد أنكرت المملكة المتحدة حمولة السفينة من الأسلحة , كما بررت ألمانيا مشروعية
استهداف السفينة بإعتبارها سفينة حربية – كان لألمانيا أربع جواسيس على متن
السفينة من بينهم بريطاني عميل للألمان للتأكد من حمولة السفينة – وذلك في رحلة
الذهاب وقد تم القبض عليهم بداخل السفينة ثم نزلوا من منها , الطريف أن السفارة
الألمانية نشرت إعلانات تحذير للركاب في 50 صيحفة أمريكية ومنها بالطبع صحف نيويورك
من السفر على "لوسيتانيا " لأنه يعرضون أنفسهم لخطر الغواصات الألمانية
التي تستهدف سفن الحلفاء التي تقترب من البحار المحيطة للمملكة المتحدة . وبرغم أن
الجدل مستمر حتى يومنا هذه في ملابسات ماحدث , ولايزال حتى الآن ينتشل من السفينة
الذخيرة البريطانية , إلا أن المملكة
المتحدة نجحت في استثماره وقلب الرأي العام في العديد من الدول , بل أن الولايات
المتحدة دخلت الحرب بجانبها , لإيقاف الوحش الألماني الذي لايفرق بين الأهداف
المدنية والعسكرية .
التحذير الرسمي الصادر عن السفارة الألمانية بشأن السفر على لوسيتينيا. |
جدير بالذكر أن الشركة المنكوبة "كونارد
لاين " قد عوضت خسارتها واستطاعت أن تعود كما كانت فهي صاحبة تاريخ عريق فهي
لها أول رحلات عبور منتظمة للمحيط الاطلنطي بسفينتها "أر إم إس بريطانيا" عام " 1840"
م , وكان لها أول سفينة ركاب بها اضاءة إلكترونية إلكترونية "اس اس سارفيا"
عام "1881"م , وأول مركز صحي وجمنازيوم على متن سفينة "أر
إم إس فرنكونيا "1911" م , وفي عام 1907م كانت صاحبةأكبر سفينة ركاب حتى
1911م , ثم استعادت ذلك في عام 1940م
بسفينة "أر إم إس كوين اليزابيث " أكبر سفينة ركاب حتى "1969"
م , وفي عام 2004 م كان صاحبة أكبر
سفينة ركاب "أر إم إس كوين ماري
2 " حتى عام 2006م ولاتزال تلك السفينة من أشهر السفن السياحية في العالم .
وعودة إلى "تيتانيك " تحديداً ليلة
غرقها في في الساعة 11:40 مساءً (بتوقيت السفينة) ،
اكتشف المراقب "فريدريك فليت" جبلًا جليديًا على الفور فنبه المسئولين .
وأمر الضابط الأول ويليام مردوخ بتوجيه السفينة حول الجبل الجليدي وعكس المحركات
، ولكن بعد فوات الأوان , فغرق " ميردوخ
" واستطاع "فليت " من أن يستقل قارباً ومعه عدد من الركاب , وقد مر
"فليت " بتحقيقات طويلة من الجانبين البريطاني والاميركي كغيره ممن نجوا
من طاقم "تيتانيك " , وقد انتقل للعمل بتوأم "تيتانيك "
" أوليمبيك " حتى أغسطس 1912م . وقد تركها لأنه لم يلق معاملة جيدة من
شركة "وايت ستار " هو وكل من نجوا من طاقم "تيتانيك " ,
وانتقل بين الشركات التجارية , حتى ترك البحر قبل الحرب العالمية الثانية وعمل
بحوض السفن بساوثهامبتون مع شقيق زوجته , وخدم في الحرب العالمية الثانية , تم
تأزم مادياً وعمل بائعا للجرائد ,
واستطاعت أن تحفر حادثة "تيتانيك " جرحاً في نفس فليت , حتى وإن
عاش بعدها بسنوات طوال وحضر أحداثاً كثيرة وانتهت حياته بالانتحار شنقاً , في
حديقة صهره حيث طرده من المنزل , بعد وفاة زوجته بأيام , وكان يبلغ من العمر 77
عاماً وذلك عام 1964م , ودفن بقبر بسيط بدون علامات , حتى تم إقامة نصب للقبر عليه
نقش "تيتانيك " على نفقة جمعية
تيتانيك التاريخية عام "1993"م .
فردريك فليت وقبره |
وهناك أسئلة وتكهنات حول السفينة "تيتانيك " لم تجد تفسيرا حتى الآن ,
منها أن "تيتانيك " خرجت في رحلتها في وقت كان فيه إضراباً وكانت كميات
الفحم قليلة فما كان من شركة "وايت ستار " إلا أن تلغي رحلتي السفينتين
" أوشانك " و أدرياتك " وتحويل الفحم إلى "تيتانيك " ومعهم
ركاب السفينتين , وبرغم هذه الظروف الصعبة التي كانت تمر بها شركات السفن بشكل عام
ألا أن السفينة "كاليفورنيا" قد حصلت على حصتها كاملة من الفحم ثم أبحرت
بدون أي ركاب , ومنطقياً أن هذه خسارة
كبيرة , بل كانت حمولتها البطانيات والملابس الدافئة , وكأن "كاليفورنيان
" تستعد لاستقبال ناجين من البحر .
وأن "أليكساندر كارلايل" ، المخطط
الأول لحوض هارلاند آند وولف لبناء السفن والمدير العام له و المسؤول عن البنية
الفوقية للسفن الثلاثة، ترك المشروع في عام "1910" م , قبل إطلاق السفن.
وأن هناك شخصيات بارزة ألغت رحلتها على متن
" تيتانيك " بدون أسباب معروفة وفي آخر لحظة و منهم "جون بيربونت
مورجان " ممول تيتانيك ورجل الأعمال الأميركي , متعللاً بسوء حالته الصحية , وايضاً هنري كلاي
رجل الصناعة الأميركي , و ثيودور دريزر الكاتب الاميركي , وكذلك" ميلتون إس
هيرشي "(المؤسس لشركة هيرشي للشوكلاتة المشهورة متعللاً أن زوجته كانت مريضة
في ذلك الوقت. كما اعتذر عن الرحلة لورد "ويليام بيري" رئيس شركة هارلاند آند ولف لبناء السفن في
بلفاست والذي قام ببناء وتصميم السفينة تيتانيك لكنه تخلف عن الرحلة لظروف مرضية
مفاجئة وحلّ محله في الرحلة المدير الإداري لشركة " "وايت ستار لاين
" و المدير التنفيذي للشركة "توماس أندروز " لمراقبة
أي مشاكل وتقييم الأداء العام للسفينة الجديدة.
وبعد وفاة " أندروز " في
"تيتانيك " وكان يبلغ من العمر 39 عاماً , وقد وصفه الجميع بالبطولة حيث كان ينقذ الركاب
بكل ما أوتي من قوة , وكان يرمي بالكراسي في الماء حتى يستطيع الركاب في التعلق
بها , وقد فضل انقاذ الركاب على نفسه , الغريب أن كثيرين من الصفوة ممن ألغوا
رحلتهم في آخر لحظة لأسباب مرضية قد نفذوا خططهم في الاستمتاع مع أسرهم برحلات
ترفيهية بعد ابحار تيتانيك , والمفروض أن يكون المرض قد جعلهم ملازمين الفراش .
ونجد أن توأم "تيتانيك " السفينة
"أوليمبيك " بعد أن خرجت من الخدمة وتم تفكيكها عام " 1935"م
, ذكر العمال أنه كان هناك رقم "401" على الاطار وفي الحقيقة أنه رقم
"تيتانيك " ورقم "أوليمبيك " هو "400" .
والمدقق لصور "تيتانيك " اثناء الصناعة يجد أنه في المكان المكتوب عليه "تيتانيك " موجود "14" فتحة على السطح , واثناء ابحارها نجد أن اسمها موجود والسفينة تمتلك "16" فتحة على السطح .
الفرق بين نوافذ تيتانيك و أوليمبيك
والصور
المأخوذة من الحطام نجد عدة أحرف "تيتانيك " قد سقطت , وظهرت أحرف "P,
M" ويظن أنها من كلمة "Olympic"
وكل الأمور السابق جعلت
نظرية تظهر للوجود ربطت بين "تيتانيك" وتوأمها " أوليمبيك " حيث
عندما حدث اصطدام "أوليمبيك " مع السفينة الحربية "هوك" في
سبتمبر "1911"م , اضطرت شركة "وايت ستار لاين " لإجراء
تصليحات عليها , مما سيكلفها كثيرا في وقت تستعد فيه لإطلاق أكبر سفينة ركاب في
العالم "تيتانيك " , فتم تأجل الاطلاق من مارس إلى أبريل , ولكن تكاليف
اصلاح "أوليمبيك " كانت كبيرة , فأرادوا إخراج "أوليمبيك" من
الخدمة , ولكنهم لن يستطيعوا الحصول على
تعويض من شركة التأمين , فقررت ابدال السفينتين , ثم اغراق "أوليمبيك "
وابقاء "تيتانيك " , وأبدلت اللوحات على السفينتين , وغطوا أرضية
"أوليمبيك " بالسجاد السميك لإخفاء آثار أقدام آلاف المسافرين , وجعلها
كأنها جديدة . وبعد سنوات عديدة ذكر العاملون بالشركة أن الشركة هددتهم بالاستغناء
عن خدماتهم إذا ذكروا ماحدث .
كما أن "تيتانيك
" جمعت النقيضين , فهي السفينة التي لاتقهر ولاتغرق , عدد ركابها 2201 وعدد
قوارب النجاة تكفي فقط لنقل 1100 راكباً .
وإذا كانت سيناريوهات الغرق موضوعة مسبقاً
فمن وضعها ؟
هناك آراء تتجه إلى رواية ألفها الكاتب
الأميركي" مورغان روبرتسون " عام "1898" م اسمها "العبث
" , رواية خيالية تدور الرواية حول ضابط في البحرية الأميركية جون رولاند والذي
تم فصله من الخدمة العسكرية بعد إدمانه على الكحول ، فيعمل كمساعد على السفينة
"تيتان"، وهي عابرة محيطات منتظمة تصطدم في ليلة من ليالي أبريل بجبل
جليدي ، فتغرق نتيجة لذلك ينجو رولاند
وينجح في إنقاذ فتاة صغيرة تتّهمه والدتها لاحقاً بخطفها فيتم القبض عليه. لكن القاضي يتعاطف معه ويوبّخ الوالدة لتآمرها على منقذ إبنتها. وبعدها
يضطر للعمل كصياد ثم ينتقل لوظيفة مكتبية،
ثم بعد عامين من اجتيازه امتحان الخدمة المدنية ينتقل إلى منصب حكومي مريح، قبل أن
يتلقّى في الختام رسالة من الأمّ تهنئه فيها وتناشده زيارتها وابنتها. قد تبدو
رواية عادية من روايات "روبرتسون " الذي اهتم بعالم البحار حيث كان
والده قبطاناً وعمل معه في البحر .
إلا أن رواية "العبث " تتناول عابرة
محيطات ضخمة تشبه في فخامتها "تيتانيك " وحتى اسمها " تيتان "
وركابها من صفوة أغنياء العالم , وقد اصطدمت بجبل جليدي في ليلة من ليالي أبريل , على
بعد 400كم من جزيرة "نيوفاوندلاند " وغرق كثير من ركابها بسبب قلة قوارب
النجاة , وبعد غرق "تيتانيك " صدرت طبعة جديدة من الرواية تحمل اسم
"حطام السفينة تيتان" وجعلت حمولة الحجم والسرعة والسعة تتطابق مع
"تيتانيك" وطبعاً ضمن هذا زيادة في المبيعات , وقد توفي هذا الكاتب عام
" 1915" م , في حجرة بفندق بنيوجيرسي , وكان يبلغ من العمر 53 عاماً ,
إثر تناول جرعة زائدة من دواء الصرع الذي كان يعاني منه , فهناك من رأى أنه انتحر
لاضطلاعه في جريمة غرق "تيتانيك " , ومنهم من رأى أنه قتل حتى لايفضح
أصحاب المخطط .
ولكن هل من الممكن أن تزهق كل تلك الأرواح من
أجل الحصول على مبلغ التعويض من شركة التأمين و أن تجعل لورد "ويليام بيري" رئيس شركة هارلاند آند ولف لبناء السفن في
بلفاست والذي قام ببناء وتصميم السفينة تيتانيك يزج للموت المدير الإداري لشركة " "وايت ستار
لاين " و المدير التنفيذي للشركة "توماس أندروز " . ليس هذا فقط
فهناك رأي آخر يوضح أن المؤامرة كان ممول الرحلة "جون بيربونت مورجان" الملقب
بنابليون وول ستريت طرفاً في المؤامرة فنجد أنه غرق في تيتانيك أغني أغنياء العالم
وعلى رأسهم الكولونيل "جون جاكوب آستور" و ايضاً "ازيدور ستروس
" وزوجته وكان يملك أكبر مجمع تجاري في العالم (ميكيز) , وبنيامين
غوغنهايم , وهؤلاء الأمريكيين الثلاثة كانوا معارضين لإنشاء بنك أمريكي مركزي
"البنك الاحتياطي الفيدرالي" , بينما كان "مورجان " من
المشجعين لذلك البنك , فنجد أنه وبكل بساطة ينسحب في آخر لحظة متعللا بسوء حالته
الصحية ويذهب لمنتجع "إيكس ليه باين" الفرنسي , غير عابئاً بالرحلة التي
تحدث عنها العالم قبل وبعد ابحارها , بل أنه يتعافى من صدمة غرق أكبر سفينة ورحلة
بحرية في العالم ليشارك في انشاء البنك الاحتياطي الفيدرالي عام "1913"
م , والذي كان له صدى كبير في رسم الخريطة الاقتصادية للعالم في القرن العشرين . وسواء كان ذلك صحيحاً أم مجرد مبالغة في الشك ,
فلربما يؤكد على هذا أو ينفيه مايستجد ما يعثر عليه من وثائق حفظت لدى الشركة أو
أخفاها أحدهم أوحتى بقايا منتشلة من السفينة الغارقة , أو ربما يطويها الماضي إلى الأبد
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق